في المواقف الصعبة وشديدة الحساسية, تظهر معادن الأجهزة والمؤسسات الوطنية, وهنا الحديث عن إدارة الامن العام, فالأمر ليس جديد ولا مستغرب, ولكنه دروس وعبر تؤكد مدى فعالية الاستعداد والتدريب والتأهيل المسبق, ومدى فاعلية العمل على ارض الميدان, فالأمن العام والمكلف بقيادته المستحق للقب عراب الامن العام الفريق اول ركن خالد بن قرار, يقومون بعمل جبار وكبير, تحسب فيه الثانية بل وأجزاء من الثانية, عملهم ونتائجه نلمسه كل يوم, مواطن مقيم زائر, لا نرى أحيانا منهم الا تلك المركبات باللوحات المضيئة, ولكن حين تخلد الهموم الى فراشها ويسدل الليل ستاره على ابداننا المتعبة, ونغمض العين طلبا للسكينة والراحة, يكفي ان نعلم ان هنالك من يسهرون على امننا وحمايتنا والتواجد لنا لكل طارئ ولكل حدث.
وكوني من أبناء العاصمة الحبيبة, فان حديثي مشروع عن شرطة الرياض على وجه الخصوص, فهي تقوم بكافة ما تكلف به من مهمات وواجبات, وهي الحاضرة دائما في حفظ الامن وتسير اعمال الناس ومتابعة كل ما من دوره زيادة الحرص والوعي والسلامة والامن والأمان, ومع جائحة كورونا التي عصفت بالعالم كله, وجدنا ولله الحمد ان السعودية من الدولة القليلة جدا التي سبقت هذا الفايروس بخطوات, متخذة العديد من الإجراءات الاحترازية الوقائية الاستباقية, وبشكل متوافق فان أجهزة ومؤسسات الدولة عملت كلها ضمن روح الفريق الواحد, ولكن تبقى الكوادر التي تعمل على خط التماس مع الفايروس سوءا في الصحة او في الامن العام عموما, هي الكوادر التي تكون اكثر عرضة للخطر, مما يجعلنا نثني عليها ونرفع لها العقال.
وحين تكون الازمات سواء ادارتها وقت حدوثها او التنبؤ بها والتعامل معها وقائيا, نجد ان شرطة الرياض قامت بالعمل على اكمل وجه, وطبقت كل ما يمكن تطبيقه بروح الإنسانية من تعليمات وخطط, واظهرت الكوادر مدى الاستفادة التي حققت من الدورات التدريبية سواء العملية او العلمية, ولان لكل جسد لا بد من رأس ومدبر ومفكر ومتابع, فان حديثنا عن شرطة الرياض وشكرنا لها, انما هو عنوان عريض يشمل تحته كافة ادارت الشرطة في كافة مناطق المملكة, لان المنبع والرأس والقيادة واحدة, إدارة الامن العام المركزية ممثلة بمدير الامن العام نفسه الفريق اول ركن بن قرار, الذي يطبق بكل احترافية مفهوم الامن الشامل, هذا المفهوم الذي يعني ان كل جزئية مهما كانت صغيرا فلا بد والتعامل معها بكل حذر والتزام.
عملت إدارة الامن العام على ضمان تطبيق خطة العمل لإدارة الازمة في جائحة كورونا, وبنفس الوقت وهذا الأهم, استمرار العمل بكافة المستويات والبرامج الموضوعة سابقا والمنسجمة من روح رؤية المملكة 2030, وهنا تكمن الحكمة والخبرة والتميز في الإدارة, ان تتعامل مع الازمة الطارئة, وان تستمر بالعمل على الأهداف الأساسية, لا شك ان رؤية المملكة 2030 هدف وطني سامي تعهدنا كلنا بالعمل لأجل تحقيقه, وفي دولة مؤسسية مثل المملكة العربية السعودية, فإن الازمات الطارئة مهما كانت, لا يمكن ان تؤخرنا عن إتمام المهمة والاستمرار بالعمل على تحقيق الأهداف السامية العليا للدولة, وهذا ما لمسناه وتحققنا منه في نتائج اعمال إدارة الامن العام, وما انبثق عنها من نتائج في اعمال إدارات الشرطة في كافة مناطق المملكة.
حقيقة ما حدث ويحدث في العالم اليوم تحت وطأة كورونا, تاريخ ستبقى الأجيال التي عاصرته تذكره وتتحدث به, ولكن الأجيال التي ستستفيد من هذه التجربة مستقبلا, هي الأجيال التي وضع من سبقوها تأريخا وتوثيقا لكل ما حدث ابان هذه الجائحة, نعم نجحنا في إدارة ازمة كورونا بتوفيق ورعاية الله أولا, ومن ثم اهتمام ومتابعة مباشرة من ولاة الامر, وتفاني واجتهاد والتزام وابداع وتميز من كوادرنا الوطنية في كافة مؤسساتنا المعنية, ولكن الأهم انه يجب ان نوثق كل ما جرى, وان نستخرج الدروس والعبر, وان نكون دائما مستعدين متأهبين لكل طارئ او حدث غير متوقع, وهذا الامر ليس فقط فيه سلام وامان للوطن ومن يسكن على ارضه, بل أيضا هو عامل مساهم في تحقيق وضمان استمرار تحقق برامجنا الوطنية في كافة المجالات.
شكرا عراب الامن العام ومنك لكل منسوبي رجالات الامن, وشكرا مخصوص لشرطة الرياض...ومن خلالكم جميعا شكرا لكل شرطي في كل موقع في الوطن
المقالات > حين الجد ما لها الا رجالات الامن العام
الدكتور طلال بن سليمان الحربي

حين الجد ما لها الا رجالات الامن العام
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://khabar-news.net/articles/453216.html