أوجعتني كورونا عندما باغتت أغلى ناسي إبني البكر عمر، وقد كنت أسمع عنها وتحاصرني بقصصها وحكاياتها وتعليمات الاحتراز منها وجزاءات مخالفة تلك الاحترازات وحتى عندما حبستني في بيتي عدة شهور كانت كورونا بالنسبة لي حكاية و قصة لم أعشها كحالة يومية إلا عندما دقت على باب عمر ولدي حبيبي الغالي ؛ فأوجعت قلبي و شتت فكري وضغطت على أعصابي وبدات تعرفني على نفسها وجها لوجه وبشكلها ومضمونها وبجميع ما تحمله من ألم ؛ نعم ،فهي عندما تؤلم إبني فانها تؤلم قلبي وكبدي، فأخذت أتساءل و أسأل نفسي عمن أصيبوا قبل ابني؛ ألم أكترث لهم بالقدر الكافي أم أني اعتقدت أنها تصيب غيري ولن تصيب أهل بيتي ؟ إنها الغفله يا سادة ؛ نحن غافلون ولانتعظ ونعتقد أن البلاء يصيب غيرنا ولايصيبنا .
نعم كل من أصيبوا بهذا الفايرس تعلموا الدرس لكن هل تعلمه من لم يصب به ؟ هل وعينا أن الدولة انفقت مئات الملايين حتى لانصاب به ؟ هل أدركنا لما تجازي الدولة من تهاون في اتباع الإجراءات الاحترازية وتقسو عليه لكي ينجو ولايصاب ؟ هل تعلمنا ان الخطأ يبدأ من عندنا وليس من الغير؟ لماذا نتهاون في أمر صحتنا و نكابر ونعتقد أن البلاء لن يصيبنا؟بلى ؛لقد أصاب أغلى إنسان على قلبي ابني،والله كل هذه التساؤلات طرات على بالي من قبل ولكنها كانت خيالات تمر أمامي مر السحاب و لكني لامستها الآن وأوجعتني عندما تمركزت وسط بيت الغالي .
أوجعني وجعك ياولدي؛ ووالله انت محجور في غرفتك متوسد فراشك مواجها لآلامك وأعراض المرض وانا خارج غرفتك اتالم واتعصر من الألم و أقف عاجزا لا أملك لك سوى الدعاء وأقول لكورونا ليتك تصابي بنفسك وتحسي بما يحس به من تزورينه وتتعبي منك وتتألمي من أعراضك وتدخلي في متاهات أعراضك المربكة وتموتي وتنتهي وتغيبي عن الدنيا التي ملئتها ألم و وجع وانكسار وحزن وخسارة ؛ليتك تذوقين وبال ماتصنعين يا كورونا .
ادعو الله أن ينجيك ياولدي وينجي كل مصابي كورونا في العالم ويرحم من كانوا ضحية هذا الفايروس كما أدعو الله جل علاه أن يزيل هذا الكابوس الجاثم على صدر العالم وينهي هذا الهم الكبير بزوال هذا الفايروس وانتهاء هذه الجائحة الموجعة .
كلمتين ونص
علينا أن ننتبه ونأخذ بالأسباب حتى لايباغتنا هذا الزائر الثقيل و ان لانعتقد انه يزور غيرنا ولايزورنا فكل من أطل برأسه دون اكتراث سيأخذ هذا الفايروس برأسه.
المقالات > أوجعتني كورونا
بقلم : عماد عمر طيب

أوجعتني كورونا
وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://khabar-news.net/articles/438478.html