الفكر في الحياة هو العامل المـُحرّك للإنسانية بكل ابعادها تبني المجتمع و الدولة و الأمة تُحرك التاريخ و تصنع الحضارات ،، النهوض الفكري مسألة غير ربحية تسعى لتنمية هذه الأمة مع المحافظة على هويتها ،، من هنا تجلّى لنا أهمية الحديث عن الفكر الإنساني ،، ولادته ، نشأته ، العوامل التي أثرت به سلباً و إيجاباً و كيفية النهوض به من جديد ....
يُشرفنا في ذلك إستضافة الأستاذ أحمد الزمام ،،ماجستير علوم سياسية ، عضو رابطة الأدباء الكويتيين ، و كاتب صدر له : ما أنا بِقاريء و فيوردورا ...
•حياك الله أستاذ ...
حييتم، سعيد بكم
•تشرفنا بك جداً
• بدايةً استاذي نعلم أن لك مُخرجين في عالم الأدب" فيوردورا" و "ما أنا بقاريء" هل لنا بلمحة سريعة عن مضمونيهما ،،؟!
كتاب "فيوردورا" عمل أدبي عبارة عن قصائد نثرية وومضات.
وكتاب " ما أنا بقارئ " عبارة عن رؤية خاصة حول القراءة ومفاهيمها والقارئ الحقيقي والوهمي والثقافة والمثقف والكاتب الحقيقي والوهمي وحال القراءة والكتابة اليوم ..
* من المعروف أن لكل كتاب قصة و مراحل ،، أخبرنا عن أصعب مرحلة مررت بها لصناعة الكتاب و وصوله للمتلقي ،،؟ ( التأليف - التنقيح - التنسيق - الطباعة - النشر ....
أما أصعب المراحل هي التنقيح بلا شك. حيث تكون الدقة والعمل على تماسك وترابط الفكرة والأسلوب وتحريرهما وتوافقهما، وهذا بعد الكتابة الأولية للعمل.
•المعاني و الأفكار التي تولد معنا مكتسبة أو فطرية ،، برأيك ما هي المؤثرات التي يُمكن أن تتسبب بتغييرها ،،؟!
أولاً دعينا نوضح أن المعضلة التي تواجه الأجيال ليست هي المعاني والأفكار بحد ذاتها، وإنما الوسائل والظروف والأحوال التي تعمل على بنائها وتكوينها مما يجعلها حاملة الخطأ والصواب معاً. وبمعنى أكثر دقة الإزدواجية في النتائج التي تسير وفق الموقف والمصالح والأهداف ..
لذلك برأيي إعادة النظر في الأفكار والمفاهيم ومحاولة تحويلها إلى سلوك عملي تطبيقي هو الحل لتحقيق التغيير الإيجابي.
ولأجل ذلك علينا أن نبحث عن أدوات نستخدمها في إعادة النظر، أراها تكون في الاطلاع على ثقافات الشعوب، التنوع المعرفي، ووضع مبادئ واضحة ..
أما المؤثر السلبي في ذلك، أراه لا يخرج عن العادات والتقاليد التي تضرب رأس كل فكرة وتشل من حركة الفكر على ألا يتقدم أو يتوسع في الحياة ..
•مفهوم " الحداثة " كيف لنا أن نجعله صالحاً متماشياً مع تراثنا العربي و الديني،،؟!
لا يمكننا أن نخوض في مفهوم الحداثة الذي يعد مفهوماً غزيراً بالأفكار. ولكن هناك من يعتبره واقع في كل زمان مع وجود حركة التغيير للمجتمعات، بمعنى لكل زمان حداثته ومفاهيمه وظروفه الذي يجعله صالحاً وملائماً في ذات الفترة ..
أجد بإمكاننا التغلب على ذلك بالعمل، ومحاولة التخلص من كل فكرة تشوه المبادئ الذي يرتكز عليها المجتمع والتي تلائم زمانه.
•بمعنى لا إفراط في الحداثة ولا تفريط في الهوية الإسلامية العربية!!
كل ما يلائم الإنسان هي التي يمكن أن تلائم الهوية العربية والإسلامية .. لذلك لا يمكننا أن نحد من عمل الإنسان للبحث عن حداثته التي تناسب زمنه وظروفه مرتكزاً على مبادئ واضحة ..
•ما هو رأيك بتهمة "محدودية الفكر العربي " ،،؟!
كطبيعة بشرية لا شيء يحد من فكر الإنسان سوى القيود التي تُفرض عليه، وتلك الثقافة السائدة التي لا يمكن الخروج عنها. بسبب أن الفكر العربي مليء بالإنهزامات أمام الواقع، وهذا لا يعني إلغاء قدرته على التوسع والتغيير للإصلاح.
علينا أن نثبت برائتنا وألا نسير مجرد السير وراء كل رأس لا نعرف ما بداخله.
•إتباع الثقافات الأجنبية هل هذا يعني النقص في ثقافتنا ،،؟!
اتباع الثقافات الأجنبية يُلغي الثقافة العربية، لكل ثقافة تكوينها الخاص، فلا يمكننا أن نعمل على إلغاء ثقافتنا بهذه الطريقة. على ذلك سنفقد أصالتنا. وأهم مكونات ثقافتنا وعناصرها، كالمبادئ الإسلامية واللغة ..
دائماً ما أشبه الاستفادة بالتفاحة، التي يكون جانبها صالح للأكل وجانبها الآخر لا يمكن أكله، وما الذي يمنع أن نأخذ الفائدة من الثقافات الأخرى ونترك مالا يفيدنا.
•في ظل التسارع الزمني و الإنفتاح الثقافي و غياب الرقابة على عاتق من تقع مسؤولية الإنحراف الفكري ،،؟!
على الأسرة والنشأة الاجتماعية والدولة. ولو أن كل أسرة تعمل على التربية السليمة وتكوّن المجتمع لأصبح من الصعب اختراقها. وإن حدث خلل في ذلك علينا الحد منه. وبدور الدولة هي التي تقوم على وضع القوانين التي تساهم في بناء المجتمعات وإصلاحها ..
•ختاماً أستاذ أحمد .. بكلمةٍ واحدة ماذا يعني لك ،،
الوطن ،،
الحياة ،،
العقل،،
أحمد الزمام ،،
الوطن .. الأمان
الحياة .. خطوة ستنتهي
العقل .. هوية الإنسان
أحمد الزمام .. يوم من الحياة
•الأستاذ أحمد الزمام شاكره جداً لك على هذا الحوار الأكثر من رائع نتمنى لك المزيد من النجاح و بإنتظار رسالتك الخالده ...
تشرفت بك وبالحوار معك . شكراً على هذه المبادرة والدعوة، وعلى سعيك وجهدك. تمنياتي لك بالتوفيق الدائم ..
أجرت الحوار / النور الديني _جدة